إنضم لجروب إفهم على الفيس بوك
أرسل لصديق       اجعل افهم الصفحة الرئيسية
الصفحة 1 من 2
[1]
2
قصه نجلاء عقل

يقول المثل الفرنسي "ابحث عن المرأة" في إشارة خفية و خبيثة لأن وراء كل مشكلة أنثي تحركها. و لكن قد تغيرت الأوقات و الأفكار و آن الأوان لأن يكون لهذا المثل معانٍ أخري أكثر مناصرةً للواقع المُزدحم بقصصِ نساء نجحن في حياتهن برغم ما لاقوه من مشكلاتٍ لم تكُن من صُنع أيديهن المزيد.... أصبح من الإمكان أن نبحث عن المرأة لنجاحها لا لدهائها و، في هذا المقام، أروي قصة امرأة شابة بحثت عن استقلاليتها و في نهاية المطاف أوجَدَت مرادها. هي شابة مُفعمة بالنشاط و العزيمة، كثيرة الحركة و متنوعة الإهتمامات. هي نجلاء عقل ، تبلغ من العمر ثمانية و عشرين ربيعاً، حالها حال الكثير من نُجاةِ و ضحايا الثانوية العامة، لم تلتحق بكلية الصيدلة التي كان تتمناها بسبب درجة أو درجتين ففضلت أن تنضم لقسم اللغة الانجليزيّة بكلية الآداب في الإسكندرية.

ساعدها علي ذلك إنها كانت تملك ناصية اللغة و تمتلك عقلية تجنح للتحليل و المنطق و لذلك لم يكن من الصعب عليها التفوق في الكلية فقد كانت تجيد البحث و الكتابة. و بالرغم من هذا، لم تكن الدراسة تستهويها إلي حد كبير، بدأت ترسم خلال بعض المحاضرات تصميمات لأزياء بسيطة و بنهاية عامها الأول في الكلية جائتها فكرة تحويل هذه الرسومات إلي مُنتج قابل للبيع و الشراء. كانت تحن بطبعها لأخذ زمام الأمور في يديها و لم يكن يتسني لها هذا بأي حال من الأحوال دون الإعتماد علي قدراتها الخاصة و كسب قوت يومها فهي لم تكن تريد أن تعتمد علي أهلها بالرغم من كونهم ميسورى الحال. و لكن كما هو متوقع، عارض اهلها الأمر و أشفقوا عليها مما ينتظرها من عناء و مشقة. كان رأسمالها هو مصروفها فقد ادخرت 500 جنيه و بدأت تسأل و تبحث عن مصانع التريكو في الإسكندرية. اتفقت مع أصحاب إحدي المصانع علي تنفيذ عينات من تصميماتها ثم مرت علي المحلات التجارية لتُسوق منتجاتها لجديدة. جاءها عدد لا بأس به من الطلبيات فأخذت خط انتاج كامل من المصنع و بدأت تهل أولي البشائر.

عند سن الثمانية عشر، توقفت نجلاء عن أخذ مصروفها الشهري من أبيها و اكتفت بما يأتيها من ربح مناسب لمتطلباتها القليلة و استمر الأمر هكذا لمدة ثلاثة أعوام . انتهي بها الأمر في النهاية إلي وقف مشروعها فقد وجدت نجلاء نفسها تتنافس مع مصانع كبيرة احتكرت السوق و سرقت تصاميمها و، في الوقت نفسه، تعرضت للنصب عدة مرات فقد كان بعض التجار يمتنعوا عن تسديد الأموال لها. لم يكن في يديها شئ تفعله فقليل هم من كانوا يتعاملون مع بنت صغيرة مثلها بالجدية التي كانت تستحقها.

كانت هذه التجربة بداية عهدها بمجال العمل الذي أصبح إدماناً لا يمكنها الإقلاع عنه. فبعدها مباشرة و في عامها الأخير بالكلية، التحقت نجلاء بدبلومة الترجمة في الأكاديمية العربية. كان أحد أساتذتها هناك يملك شركة دعاية في القاهرة فبدأت تعمل معه و تترجم له بعض الإعلانات و الأشياء الخاصة بمجال التسويق الذي سرعان ما أثار اهتمامها فهو عمل يتميز أولا و أخيرا بالحس الإبداعي و القدرة عل الإبتكار . انعطف بها الطريق إلي عالم آخر لم تكن قد زارته من قبل حيث قررت نجلاء قبيل تخرجها بشهرين أن تدرس التسويق بجدية في مكتب الجامعة الأمريكية بالأكاديمية. فكرت في أن تطرق البيت من بابه الصحيح فحينما كانت تستعد للإمتحانات النهائية بدأت تدرس مجالا جديدا. آمنت نجلاء بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعها و لذا بجانب دراسة التسويق كانت تتدرب في شركتين للإعلان و الدعاية، واحدة في القاهرة و الأخري في الإسكندرية و استمرت ذهابا و إيابا بين المدينتين لأكثر من ستة شهور حتي بدأت تفكر في إنشاء عملها الخاص . في عام 1999 كانت وسائل الدعاية محدودة للغاية في الإسكندرية علي عكس القاهرة التي كان قيها عدد كبير من المجلات و غيرها من المطبوعات. و لأن مند قديم الأزل و الحاجة هي أم الإختراع، فقد بدأت نجلاء تّتخذ مما رأته شكلا جديدا يمكنها تسويقه في الإسكندرية و هو دليل في حجم الجيب يضم قوائم بأحدث وأهم الأماكن التي يحب أن يرتادها القراء

الصفحة 1 من 2
[1]
2